قصه حلوه اللص الشاب
رويأن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم فلم ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجلفإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى ألجأت إلى جزيرة من جزائر البحر وكان فيتلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ولم يدع لله حرمة إلا انتهكها فلم يعلم إلا والمرأةقائمة على رأسه ، فرفع رأسه إليها فقال : انسيه أم جنية ؟ فقالت : إنسية . فلميكلمها حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله . فلما أهم بها اضطربت .
فقال لها : مالك تضطربين ؟ فقالت : أفرق من هذا ، وأومأت بيدها إلى السماء . قال : فصنعت من هذا شيئا ؟ قالت : لا ، وعزته .قال : فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولمتضعي من هذا شيئا ، وإنما استكرهتك استكراها ؟ فأنا والله أولى بهذا الفرق والخوفوأحق منك .
فقام ولم يحدث شيئا ورجع إلى أهله وليست له همة إلاالتوبة والمراجعة .
فبينما هو يمشي إذ صادف راهب يمشي في الطريق فحميت عليهاالشمس فقال الراهب للشاب . ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس . فقالالشاب : ما أعلم أن لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسئلة شيئا . قال : فأدعو أناوتؤمن أنت . قال : نعم . فأقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن فما كان بأسرع من أن أظلتهاغمامة ، فمشيا تحتها مليا من النهار . ثم تفرقت الجادة جادتين ؛ فأخذ الشاب فيواحدة وأخذ الراهب في واحدة . فإذا السحابة مع الشاب . فقال الراهب أنت خير مني ،لك أستجيب ولم يستجب لي ، فأخبرني ما قصتك فأخبره بخبر المرأة . فقال : غفر الله لكما مضى حيث دخلك الخوف ، فأنظر كيف تكون في ما تستقبل .
الحمدلله على نعمة الهدايه